نهاية الغدر ( قصة )
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: نهاية الغدر ( قصة )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    السعودية
    المهنة
    صاحب مشتل
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    96

    نهاية الغدر ( قصة )


    لم يكن يعلم أن الكوخ فوق فوهة بركانٍ خامل ، لكنه يجد الأنس و الراحة بعيداً عن الناس .
    ما زالت دموع زوجته الدافئة تتحدر على وجنتيها ... فالناس لا يرحمون أحداً .
    اتخذ ذلك الكوخ في قمة الجبل ليبتعد مع زوجته في مكان لا يسمعون فيه أسئلة الناس الجارحة .


    7 سنوات مضت من الزواج ... لكنهما لم يُنجبا أطفالاً ... و الناس يتمتمون و يتساءلون ، فضاقت عليها الأرض بما رحبت ، فاتخذا من قمة الجبل وطنا .


    صدعٌ في الجبل فيه ماء دافئٌ كان يسقي به حديقته الصغيرة بجوار الكوخ .


    اتسعت حديقته مع السنوات ، و أصبح فيها أغنامٌ يرعاها على سفح الجبل .
    و كان يسقي أغنامه من ذلك الصدع و أحيانا لا تشرب الأغنام من ذلك الصدع لأن الماء يسخن أحيانا فلا تطيق الأغنام شربه .

    كان يحتاج لبعض أصناف الطعام التي لا يجدها في مزرعته ، و بعض الملابس ، و الدواء ... فيأخذ بعض أغنامه لينزل بها إلى البلدة التي كان يراها من قمة الجبل .


    كانت البلدة بعيدة ... لكن زوجته التي أحبها تستحق كل هذا العناء .

    و في يومٍ من الأيام و قف ببعض أغنامه في سوق البلدة بجوار حوانيت العطارين .

    سمعهم يتحدثون عن " عشبة الإنجاب " و التي يحتكرها أحد المزارعين في ناحيةٍ من البلدة .

    تذكر سنين المعاناة مع زوجته ، و تذكر رحيله عن قريته ، و تذكر دموع زوجته ، و اشتاق لسماع كلمة " بابا " فتحدرت دموع الفرح لسماعه عن هذه العشبة .
    سأل عنها فأرشدوه لذلك المزارع .. كان المزارع جشعاً للغاية ، فقد استمع إلى قصة ذلك المسكين فازداد طمعه .
    طلب منه مبلغاً كبيراً لا يملكه .
    حاول فيه مراراً و أقنعه أنه بحاجةٍ إلى العشبة و أنه لا يملك ذلك المبلغ .
    فسأله عن سكنه فأشار إلى قمة الجبل .. و قد أصبح الكوخ مع الحديقة الغناء مثل منتجع ٍ يندر أن يمتلك الناس مثله ، فقد قضى سنواتٍ في إستصلاحه و العناية به .
    سأله و كيف تسددني ؟
    قال : أبيع بعض أغنامي .
    قال صاحب العشبة : و من يضمن لي السداد ؟
    قال : بيننا عقد مبايعة و أوقع عليه بأن المبلغ سيصلك خلال شهر .
    قال : ترهنني الكوخ و الحديقة ؟
    قال : لا .
    قال : إذن لن أبيعك العشبة .

    وافق المسكين تحت قسوة و جشع ذلك البائع و أخذ منه كتاباً موثقاً برهن الكوخ و الحديقة .



    انطلق المسكين بعشبة الإنجاب .. و البائع يتابعه و يمشي خلفه دون أن يشعر به .
    حتى دخل المسكين كوخه .. فوضع البائع سماً لأغنام المسكين وعاد إلى البلدة .


    استخدم الزوج و الزوجة تلك العشبة وقضيا ليلةً هانئة .


    و في الصباح خرج المسكين إلى أغنامه فوجدها لا تستطيع الأكل .. حاول الاعتناء بها .. فمات بعضها في تلك الليلة .. و لم تمض ثلاثة أيام إلا و قد ماتت أغنامه ..


    بدأ يفكر في سداد صاحب العشبة .. فهو لم يعد يملك ما يبيعه من الغنم .. و مضت الأيام حتى بقي يومان على المهله .


    الزوجة تنظر إلى زوجها الكئيب لتبشره أنها تشعر بأنها أصبحت حاملا .
    فرح فرحةً ممزوجةً بحزن ٍ غريب .


    و بعد يومين يسمع قرعاً شديداً في باب الكوخ .

    خرج فوجد رجالاً يحملون ورقة المبايعة و وثيقة الرهن .

    اقتادوه إلى البلدة حيث أودع السجن .
    زوجته في الكوخ لا تعرف خبره .
    و قضبان السجن من ناحية الجبل .
    كان ينظر كل نهار إلى قمة ذلك الجبل و كان بعيداً ... و دموعه تتحدر من عينيه .. و تمضي الشهور وهو متعلقٌ بقضبان السجن ينظر إلى قمة الجبل .


    رأى طيوراً قادمة نحو البلدة من الجبل و كأنها مذعورة ... إحساسٌ غريب .. الهواء كأنه لا يتحرك .


    بدأ يشعر بقلقٍ ينتابه .. و في الليل أحس بالأرض تتحرك من تحته .. نهض مسرعاً نحو قضبان النافذة ليرى قمة الجبل الذي تسكنه زوجته فإذ بالبركان الخامل قد ثار ليملأ السماء ناراً حمراء تتقاذف من حولها الحجارة و الحمم .
    سقط مغمياً عليه و بقي أياماً يراقب القمة التي تغيرت معالمها .. ثمانية أشهر قضاها في سجنه ليسمع مفتاح السجان يفتح قفل الزنزانة لينهي إجراءاته و يعود إلى ........ إلى أين ؟ ... لا يدري .

    خرج من السجن هائماً على وجهه .. و هو يسير نحو ذلك الجبل الذي ثار بركاناً و هو في زنزانته ... و كان يمشي و الدموع تخضل لحيته البيضاء رغم أنه لم يزل في العقد الرابع من عمره ... فقد تغير حاله و اشتعل الشيب من الهموم في رأسه .. و أدركه الليل و هو في طريقه و الألم يعتصره ... فسمع صوتاً و هو في الطريق يتحدر نحو مسامعه من تلٍ صغير فصعد على التل فوجد صخرة عليها جذوع شجر .. و اقترب فإذْ ببكاء رضيع .. فسالت دموعه من جديد حينما تذكر معاناته و سببها و هلاك زوجته في البركان .. سمع رضيعاً يبكي و شعر أن في الدنيا من يحتاج إليه .. فاقترب من جذوع النخل المتراكمة ليتفاجأ بزوجته التي تركت الكوخ ليصبح منتجعاً لذلك الغادر .

    كتبها ( الحديقة الغناء .. العضو في منتدى زراعة نت .. قبل رمضان 1430 هـ بتسعة أيام )

    ملاحظة: إذا اعجبك الموضوع شارك بالتصويت على هذا الرابط :
    http://f.zira3a.net/showthread.php?t=14529


    مواضيع مشابهة:
    التعديل الأخير تم بواسطة rosa damascena ; 05-09-2009 الساعة 01:17 PM سبب آخر: وضع رابط التصويت

  2.    روابط المنتدى



  3. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    مصر
    المهنة
    محاسب
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    137

    شكرا على القصة الجميلة التى تعبر على الكثير من حالنا اليوم نحب مافى يد الغير حتى ان كان عندنا الكثير
    ((ارضى بما قسم الله لك تكن اغنى الناس ) أو كما ورد عن الرسول ( ص)


  4. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    سورية - اللاذقية
    المهنة
    مهندسة زراعية
    الجنس
    أنثى
    العمر
    50
    المشاركات
    1,739



    اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

  5. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    لبنان
    المهنة
    موظف
    الجنس
    أنثى
    العمر
    43
    المشاركات
    11

    كلام كثير حلو يا الحديقة الغناء
    لكن مؤلمة شوي


  6. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مصر - الخليج
    المهنة
    أكاديمى
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    230

    كثيرا ما تكون الحسابات الانسانية خاطئة و عمياء أيضا

    شكرا لك هذا المستوى الراقى الشيق فى السرد


  7. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    --
    المهنة
    --
    الجنس
    ذكر
    العمر
    44
    المشاركات
    324

    مثل ما بيقولو ما عليك زود
    ابدعت والله
    وتستحق عرش الملوكية بجدارة وانا اعني ما اعني بكلمة جدارة
    فصوتنا لك من غير ان تطالب لان هذا ما تستحقه



  8. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المهنة
    مهندس زراعي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    7,556

    اخي الكريم الحديقة الغناء

    اعطيت ومضة اخرى ...معنى اخر للحياة ...ان نعيش من اجل الاخرين ولهم ...وننسى بهم احزاننا يكونوا هدفنا في الحياة ...

    احفظ الله يحفظك ........احفظ الله تجده تجاهك
    الحياة

  9. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مهندس زراعي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    217

    الله عليك قصه صغيره بس فيها معاني كتير
    رومانسيه
    حب
    عطاء
    تضحيه
    وطمع
    وجزاء الله اهم من شئ
    وعسي ان تكرهوا شئ وهو خيرا لكم لولا دخوله السجن لهلك فالبركان
    سبحان الله الذي لا يحمد علي مكروه سواه


  10. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مصر - الخليج
    المهنة
    أكاديمى
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    230

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغرابي مشاهدة المشاركة
    مثل ما بيقولو ما عليك زود

    ابدعت والله
    وتستحق عرش الملوكية بجدارة وانا اعني ما اعني بكلمة جدارة

    فصوتنا لك من غير ان تطالب لان هذا ما تستحقه

    أخى أنا أحبكم جميعا
    و هذه المجموعة الهادئة الراقية التى بدأت تظهر و تلملم نفسها
    الواحد بيشعر بكم أهله


  11. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مستورد
    الجنس
    ذكر
    العمر
    68
    المشاركات
    2,178

    وهذا هو الحكم لمن لا يرضى بحكم الله
    ان الله عز وجل عوضه بالولد فاعطاه زوجه وفيه وبيت كأنه الجنه ..ولكن الشكوى لا تفارق قلبهوالدنيا ابدا لن تعطى احدا شيئا مفيدا والنفس اماره بالسوء
    والاخره خير وابقى ولو صبر على حكم الله لبدل الله دنياه الفانيه بأخرته
    شكرا للاخ الحديقه الغناء للقصه المعبره والتى لها هدف
    ورمضان كريم


  12. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    مصر
    المهنة
    صاحب مشتل
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    139

    قصة حلوة بس مش تقولولنا أية اللي حصل للراجل الجشع؟
    يا أخواننا حد يفهمنا ههههههههههههههه
    أنا شخصيا أفضل انة لم يمت. بل تم احتراق اجزاء من جسمة و يا ليتها اجزاء لا تمكنة من الجلوس أو النوم و الراحة مرة أخري. ليعيش عبرة بين أهالي القرية.
    و يبقي يخلي الفلوس تنفعة بقي .
    هههههههههههههههههههههه